قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر: {أأمنتم} بهمزتين مخففتين دون مد، وقرأ أبو عمرو ونافع: {النشور آمنتم} بمد وهمزة، وقرأ ابن كثير: {النشور وأمنتم} ببدل الهمزة واواً لكونها بعد ضمة وهو بعد الواو. وقوله تعالى: {من في السماء} جار على عرف تلقي البشر أوامر الله تعالى، ونزول القدر بحوادثه وخسف الأرض: أن تذهب سفلاً، و{تمور} معناه: تذهب وتتموج كما يذهب التراب الموار وكما يذهب الدم الموار. ومنه قول الأعرابي: وغادرت التراب موراً، والحاصب: البرد وما جرى مجراه لأنه في اللغة الريح ترمي بالحصباء، ومنه قول الفرزدق: [البسيط]مستقبلين شمال الريح ترجمهم *** بحاصب كنديف القطن منشوروقرأ جمهور السبعة: {فستعلمون} بالتاء، وقرأ الكسائي وحده: {فسيعلمون} بالياء، وقرأ السبعة وغيرهم: {نذير}بغير ياء على طريقهم في الفواصل المشبهة بالقوافي، وقرأ نافع في رواية ورش وحده: {نذيري}بالياء على الأصل، وكذلك في نكيري والنكير: مصدر بمعنى الإنكار، والنذير كذلك. ومنه قول حسان بن ثابت: [الوافر]فأنذر مثلها نصحاً قريشاً *** من الرحمن ان قلبت نذيريثم أحال على لاعبرة في أمر {الطير}، وما أحكم من خلقتها وذلك بين عجز الأصنام والأوثان عنه، و: {صافات} جمع صاقة، وهي التي تبسط جناحيها وتصفهما حتى كأنها ساكنة، وقبض الجناح ضمه إلى الجنة ومنه قول أبي خراش: [الطويل]يحث الجناح بالتبسط والقبض ***وهاتان حالان للطائر يستريح من إحداهما للأخرى. وقوله تعالى: {ويقبضن} عطف المضارع على اسم الفاعل وذلك جائز كما عطف اسم الفاعل على المضارع في قول الشاعر: [الرجز]بات يغشِّيها بعضب باتر *** يقصد في أسوقها وجائروقرأ طلحة بن مصرف: {أمَن}بتخفيف الميم في هذه، وقرأ التي بعدها مثقلة كالجماعة والجند أعوان الرجل على مذاهبه، وقوله تعالى: {إن الكافرون إلا في غرور} خطاب لمحمد بعد تقرير، قل لم يا محمد {أمن هذا}.